الصدمة النفسية

ما يجب فعله حيال العنف وكيفية المساعدة؟

من المهم الانتباه إلى الدلالات والمؤشرات المبكرة الدالة على ظاهرة العنف وأخذها بعين الاعتبار، وأن يدرك بأن السلوك المتبع هو ما يعرف بالعنف النفسي. وحديث المرأة المعنفة نفسياً مع أشخاص ذو ثقة يعد في غاية الأهمية.

تجنب إلقاء اللوم

تعتقد النساء المعنفات في بعض الأحيان أنهن مذنبات أو يحملن على كاهلهن جزءاً من الذنب. وفي بعض الأحيان يوجه لهم الغرباء أصابع الاتهام ولكن في واقع الأمر فالجناة هم من يتحملون بمفردهم مسؤولية ما حدث والمرأة المعنفة هي ضحية ولا تحمل أي ذنب.

استئمان الآخرين

إنه لمن الجيد في الكثير من الأحيان أن نبوح لبعض الأشخاص بما نسره ونتحدث معهم عن تجاربنا ومن الضروري أن نحسن اختيار الأشخاص وأن يكونوا ذو ثقة وأن نفكر جيداً بالمواضيع التي سنتحدث معهم حولها. ومن المهم أيضاً أن نتواصل مع الآخرين بوضوح بحيث نشرح لهم عن نوع المساعدة والدعم الذي نحتاج إليه من قبلهم. إذا ما قرر ضحايا العنف التحدث عما تعرضوا إليه فهم عادة ما يلجؤون للأشخاص المقربين منهم. وردة فعل هؤلاء الأشخاص المقربين هي جد مهمة فهي تؤثر على طريقة تعامل الضحايا مع التجربة التي عاشوها، فالوسط الذي تشعر فيه الضحية بالدعم والمساعدة له تأثير إيجابي كبير.

لذا يتوجب على الأقارب أو القائمين على مساعدة ضحايا العنف أن يهيؤوا جواً ملائماً يساعد الضحية على التكلم عن واقع الحدث. ومن المهم جداً أن ينصت للمعنيين ولتجاربهم ومشارعهم بكل جدية، أما التشكيك فلا فائدة منه فما من أمره إلا أن يزيد حجم الأعباء. ومن المهم جداً أن يتم دعم المعنفين دون دفعهم لاتخاذ أي فعل لم يقرروه بأنفسهم، ويفضل ألا يقام بأي فعل أو تدخل دون الرجوع إلى المعني بالأمر أو رغماً عن إرادته.

تجنب الضغوط والتوترات الإضافية

يولد التعرض لحوادث العنف أعباءً نفسية وجسدية هائلة، ولذا يتوجب على ضحايا العنف أن يهتموا بأنفسهم وذلك بتجنب الإجهاد الإضافي والقيام بأشياء ممتعة للابتعاد عن الجو المشحون بالتوتر، وأن يأخذوا قسطاً كافياً من النوم والراحة.

تختلف احتياجات النساء من امرأة لأخرى، فهناك من ترى في الرياضة متنفساً لها وأخرى تفضل قضاء وقتها مع أشخاص مقربين منها. فاهتمام الشخص بنفسه يساعد في مدى إمكانية معالجته للأحداث التي تعرض إليها.

الاستفادة من المساعدة المختصة

تحتاج الكثير من النساء المتعرضات للعنف إلى من يمد لهن يد العون، ويمكنهن الحصول على المساعدة من المراكز الاستشارية المختصة. فلا أحد يجب أن يتحمل مشاكله بمفرده. ويمكن للنساء من خلال هذه المساعدة المختصة أن يتعلمن كيفية التعامل مع واقع ما حدث لهن والتغلب عليه. ولذا ينصح أقارب المعنفات بالاستفسار عن مثل هذه العروض التي تقدم المساعدة أو الاستشارة فيما يخص الإجراءات القانونية.